كيف تعرف أنك مسلم؟
** ** ** ** ** **
إذا آمنت أن إلهك يجلس على عرش وكلتا يديه يمين ويكشف عن ساقه يوم القيامة مع تغييب عقلك تماماً بحيث لا يجب أن تسأل عن الكيفية فهذه بادرة جيدة على أنك مسلم، وإذا كنتَ تعيش حياتك على اساس أن الله صنع مكانين خفيين أحدهما مكان ملتهب دوماً مجهز لأتباع الأديان الأخرى والعصاة من دينك لشيهم مع الحجارة والصديد والصراخ دون رحمة والآخر مكان مخصص لإطلاق كافة الشهوات المكبوتة جزاء لك على قبولك بالاستعباد والصلاة والتسبيح الذي أدمن عليه الله فأنت مسلم، وإذا أضفت شيء من الشخصيات الوهمية التي لا فائدة لها ولا فعل مثل الملائكة والشياطين والشجاع الأقرع ونحو ذلك بحيث تصدق بوجودهم تماماً فأنت مسلم، وإذا شعرت أن لديك أفضل دين على الأرض وأن إلهك دون باقي آلهة الأديان يحب دينك أنت فقط بينما يغضب من عبادات الآخرين فاعلم أنك مسلم، وكلما نظرت إلى أديان أخرى فوجدت فيها أخطاء واضحة تثير في نفسك السخرية وشيء من الغضب وقيل لك أنها تحتوي على تحريفات كبيرة وأن بعضها غير سماوي بالمرة فهذا دليل على أنك مسلم.
إذا كنتَ تظن أن الكون مخلوق على المقاس من أجل اختبارك من الله الذي يعرف نتيجة الاختبار سلفاً فأنت مسلم، وإذا علمت أن قصة وجودك تنتمي لأسطورة آدم وحواء وشجرة محرمة وشيطان ولا تلاحظ أنها قصة تشبه ما كانت ترويه شهرزاد في قصص ألف ليلة وليلة فهذا لكونك مسلم.
إذا كنتَ تعتبر محمد نبي سوبر بالنسبة للأنبياء الآخرين ويجب أن يتبعه كافة البشر رغم عجز الله أن يحقق هذا على مدى قرون بحيث لم تتعد النسبة 23% من سكان العالم مليئة بالفرق والمذاهب والأشياع التي تكفر بعضها بعضاً فأنت بهذا تكون أحدهم كمسلم.
أنت أحد أتباع رجل قيل لك أنه كان موجوداً وقد مات الآن وأصبح عظاماً نخرة بينما السيرة المدونة الوحيدة المتوفرة عنه كتبت بعد مئتي سنة من وفاته ومع ذلك أنت تصدق بوجوده ونبوته، كيف لا وهو محمد أعظم شخصية في التاريخ وفقاً للترتيب الذي صدر في كتاب مايكل هارت الكافر الذي تتباهى به، ولكن لم تسأل لماذا لم يؤمن هارت هذا بمحمد طالما أنه يراه شخص رائع لهذه الدرجة؟!
الواقع أن الكتاب يهتم بأعظم الشخصيات تأثيراً في التاريخ وليس أعظم الشخصيات في التاريخ، والفرق شاسع لكن الإيمان يُعمي، بدليل أن هتلر وبوذا والقائد بونابرت وكونفشيوس والعالم داروين موجودين في نفس القائمة وعلى مسافة لا تبعد كثيراً عن محمد، وبدليل أن هارت نفسه يقول في نفس الكتاب الذي يسعدك ويقوي إيمانك أن محمد هو مؤلف كتاب المسلمين المقدس وأن القرآن هو أفكار محمد وتعاليمه وكلماته هو ولا شأن لله بالأمر!..مايكل هارت مؤلف الكتاب الذي تروج له هو اليوم نشط في في الحفاظ على الحضارة الغربية من الإسلام كأحد المخاطر التي تهدد علمانية الغرب حسب تعريفه بالحرف: (ايدلوجية قتالية معادية لمجتمعنا ملتزمة من حيث المبدأ بتدميره) لكن فقهاء الدجل وزعماء الدعاية الإسلامية لا يذكرون لك ذلك لأنك مسلم.
ولعلك تعرف أن الأوائل طالبوا محمد أن يثبت نبوته بأي معجزة فأجابهم بنص القرآن أنه ليس إلا بشراً رسولاً ولكنك تصدقه رغم أنك لم تعاصره ودون أي دليل مادي تملكه حول المسألة، وذاك القرآن يقال أنه ذاته الذي بين يديك اليوم ويحتوي على شتائم مثل تبت يدا ابي لهب و أن الحمير والبغال خلقت لتركبها وأن أحد العصاة هو مثل الكلب والمفترض أن كلاهما من مخلوقات الله ولكنه يحتقرهما! وأن الشمس والقمر سراج ونور في هذا الكون الشاسع الذي يحتوي على ملايين النجوم والكواكب الأكبر من الشمس والقمر أضعافاً مضاعفة وأن الجنين تُخلق عظامه ثم يكسى لحماً..... فأنت إذن مسلم.
إذا كنتَ بناءً على اتبّاعك محمد تدعو الله كثيراً وتظن أنه يستمع إليك فهذا يعني أنك مؤمن، وإذا كنت تتوهم أن الله يستجيب لدعائك ولكن بطريقة إلهية مراوغة فأنت مؤمن بامتياز، وإذا اعتبرت الراحة النفسية التي تعقب الصلاة والتسبيح والتهليل وكل المانوخليا التي تمارسها هي علامة إلهية رغم أن عابد البقر والفأر والأسلاف ووو….. يشعر بعد صلاته بذات ما تقوله بالضبط.. فلأنك مسلم.
إذا كنتَ تنعم بالتسامح لدى الدول العلمانية في الغرب بينما تدعو إلى الدولة الدينية في الشرق فأنت مسلم، وإذا كنت تعتاش على اللجوء لدى العلمانية وتتسائل رغم ذلك عن حقوق الإنسان وترى أن هناك عنصرية ضدك بينما أنت في داخليتك تحن إلى عصر الخلافة الإسلامية حيث القوانين قطع وجلد ورجم وقصاص وضرب للأعناق فأنت مسلم.
إذا كنتَ تؤمن بالقتال كسبيل لنشر الفكر فأنت مسلم مجاهد، وإذا كنتَ تصدق أن الإسلام لم ينتشر بحد السيف فمازلتَ مسلم لكن إذا رأيت أن السبايا وملك اليمين مسألة مرهونة بوقتها فحسب وليست سمة للجهاد في سبيل الله فإنني أذكرك بقول نبيك يغري أحدهم بالجهاد (هل لك في بنات الأصفر؟) يا مسلم؟
وما دمتَ تحب أن تركب على فتاة لا تعرفها لمجرد أنها جاءت في سهمك كسبية وأنت تجاهد فأنت مسلم، وإذا كانت بقايا إنسانيتك تشعرك بالخجل من ذلك فيمكنك عندئذ أن تبيعها لأنها أصبحت ملكك كمجاهد ملتزم بالشرع ومسلم.
وما دمتَ تحب أن تركب على فتاة لا تعرفها لمجرد أنها جاءت في سهمك كسبية وأنت تجاهد فأنت مسلم، وإذا كانت بقايا إنسانيتك تشعرك بالخجل من ذلك فيمكنك عندئذ أن تبيعها لأنها أصبحت ملكك كمجاهد ملتزم بالشرع ومسلم.
إذا كنتَ تصدق أن حبة البركة تشفي من كل مرض وأن بول البعير علاج نبوي مجرب وأن سبع تمرات كافية لحماية الصحة وأن الأمراض النفسية وبعض العقلية من مس الجن بينما تلجأ لمنتجات الكفار الدوائية عند كل نازلة فأنت مسلم.
إذا كنتَ تعتبر نظرية التطور أكذوبة رغم زائدتك الدودية فأنت مسلم، وإذا ظننتَ أن كبار العلماء من بيولوجيين إلى فيزيائيين الذين ينفون الخلق والخالق هم مجرد ملاحدة تمولهم الصهيونية العالمية ويريدون أن يستمتعوا بشهواتهم في الدنيا ولا شيء يشغلهم إلا استهداف دينك المزري فأنت مسلم.
إذا كنتَ تعيش في أوهام من نسج خيالك الإسلامي بحيث ترى أنك من خير أمة أخرجت للناس ولهذا تستطيع تخليص كل العالم من الظلام إلى النور ومن التخلف إلى التقدم والازدهار فأنت مسلم، ولا تدرك أنك تتبع أمة فشل مشروعها الديني بعد أكثر من اربعة عشرة قرناً أن يُطبق وينتج ما ينسب إليه، أن أمتك الآن وفي حقيقة الأمر هي شر أمة أخرجت للناس بلا منازع، فهي التي تصدر ثقافة العنف والإرهاب إلى العالم الأجمع..ولكنك مسلم.
إذا شاهدت في التلفاز شخصاً يده تحولت إلى مخطاف بسبب حادثة اثناء إعداد لغم ارضي فهذا على الأرجح ينتسب إلى دينك، وإذا شاهدت لقاءً مع شخص نسبة ذكاءه متواضعة ويتحدث في أمور تافهة كأنه عليم فاعلم أنه أحد مشايخك كمسلم.
إذا كنتَ ترى المرأة إنسانة درجة ثانية وترضى بذلك حتى لو كنت امرأة فأنتَِ مسلم حقيقي طالما أنك تصدق بوجود إله جدير بالعبادة ويوافق من حيث المبدأ أن تكون قواماً على النساء بحيث يكون لك عشرات النسوة بين زوجة وسبية وجارية وأن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل فيما دون الحدود…أمك وأختك وزوجتك وابنتك عروات يجب أن يكن مغطيات من رؤوسهن حتى أخمص أقدامهن لا يرثن إلا نصف ما يرث الرجل ولا يسافرن إلا ومعهن رجل كأنهن قاصرات أو جاهلات وهذا مقبول عندك ولهذا أنت مسلم.
يمكنني أن أواصل..لكن فيما تقدم ما يكفي وإذا كنتَ تراه يعريك أمام ذاتك فأنت الآن وبالتأكيد عرفت أنك مسلم.
