Pages

الجمعة، 24 يوليو 2015

الجذور الوثنية في الديانات الإبراهيمية



مقدمة في نشأة الأديان

تشترك الأديان الإبراهيمية الثلاثة في دعوتها للإيمان بإلهٍ واحدٍ، وبناءً على هذا تقوم بالإجابة على تساؤلاتٍ عديدةٍ كمن نحن؟ ومن خلقنا؟ وما الغاية من وجودنا؟ وإلى أين سنذهب؟ لكن هذه التساؤلات شغلت تفكير البشر قبل نزول أول ديانةٍ إبراهيميةٍ بسنواتٍ كثيرةٍ، وتمّت الإجابة عليها بفرضياتٍ ميتافيزيقيةٍ وغيبيةٍ مماثلةٍ لا يمكن للإنسان أن يثبتها، ولم يكن بإمكانه حينئذٍ إثبات عدمها. وقد أطفأت هذه الفرضيات لهيب التساؤل حول مصدر الكون، وما علينا فعله كي نكيّف الطبيعة مع حاجاتنا، إذ عُلّلَ كلّ شيءٍ بوجود كائناتٍ خارقةٍ فوق إنسانيةٍ خلقت الكون، وعلى الإنسان أن يخدمها ويقوم على طاعتها واتباع أوامرها، سُميت هذه الكائنات بــ «الآلهة» وتمّ تفسير الكوارث الطبيعية على أنها غضب الآلهة بسبب تقصير الإنسان، فأخذ الإنسان القديم يقدم الأضحيات والقرابين لآلهته اتقاءً لأذاها وطمعًا في خيراتها.
1302874516[1]من البداية طرح الإنسان على نفسه تساؤلًا بديهيًا: «لماذا وكيف نموت؟» لم يستطع حينها الإجابة على سؤاله، فأخذ يلاحظ الموتى بجسمهم الكامل لكن دون حركة وأي تفاعل، واعتقد أن داخل هذا الجسم شيءٌ ما يبعث فيه الحياة ويحثّه على الحركة فأطلق على هذا الشيء اسم «الروح». ولكي لا يدخل هذا الإنسان مرحلةً من الاكتئاب لفقدان الشخص الميت إلى الأبد، بدأ يتخيّل أن الميت في مكانٍ معينٍ وأنه سيجتمع به في ذلك المكان فور موته، وسمّى هذا المكان الجنة.
راقت للإنسان هذه الفكرة، فأخذت كلّ ديانة تلمّع وتجمّل هذا المكان – الجنة – حتى وُضِعَ فيه ما كان ينقص المجتمع والبيئة، ولإلغاء عبارة الموت مرّةً أخرى، وُجِدَ قانون «لا موت بعد الموت» والمقصد أن لا موت في الجنة، فقد ورد في وصف الجنة قصيدةٌ سومريةٌ تصف «أرض الخلود»، تتشابه هذه القصيدة كثيرًا مع الوصف التوراتي للجنة.
ثم بدأت هذه المعتقدات بالتبلور على شكل شرائع، منها شريعة أورنمو، وشريعة لبت عشتار، وشريعة ايشنونا، وشريعة أوركاجينا، وقام نظام الحكم في ذلك الوقت على أحكام ومبادئ هذه الشرائع نفسها، حتى جاء حمورابي فوضع تشريعًا موحّدًا كان خلاصة الشرائع التي سبقته.
أخذت الديانات تنتشر نتيجة للاختلاط الحضاري الذي حصل لليهود مع حضارات ما بين النهرين والحضارة المصرية، وقد أدّى ذلك الانتشار إلى وجود بعض نقاط التقاطع بين معتقدات هذه الحضارات وبين ما يقرؤه اليوم المؤمن في الأديان الإبراهيمية في كتابه المقدّس. ومنها على سبيل المثال قصّة موسى الذي قاد اليهود إلى فلسطين وما قضاه المصريون من سنوات القهر والعبودية، إذ تتشابه هذه القصة وتتطابق في بعض تفاصيلها لما دوّنه البابليون عن ولادة سرجون الأكادي وهو يتحدث عن نفسه(1).

قصة الخلق البابلية «انوما ايليش»

9074-1نقرأ في آثار حضارة ما بين الرافدين قصة الخلق البابلية التي تعود إلى 3000 سنةٍ قبل الميلاد، وتتلخّص كما يلي:
كان العالم مجرّد فوضى تتمثل بغمرٍ مائي، انبثقت منه الآلهة الأخرى ثم بدأت هذه الآلهة الجديدة بالدعوة إلى تنظيم العالم، فغضبت الفوضى المائية على هذا الاتفاق (الفوضى المائية تتمثل بـ تيامت المياه المالحة وزوجها إبسو المياه العذبة) وبعد مقتل إبسو بدأت الآلهة تيامت بمعركة الانتقام لمقتل زوجها، كان التقدم في هذه المعركة للآلهة تيامت حتى جاء مردوخ حفيد إبسو وتيامت نفسهما وأصبح قائد التمرد بإمكانياته التي لا تشبه أيًّا من الآلهة الأخرى، فشقّ تيامت المياه إلى نصفين، جعل نصفها السفلي الأرض والعلوي السماء. (2)(3)
أما قصة الخلق لدى الديانة التوراتية فتروي أن أول الموجودات كان محيطًا مائيًا مظلمًا اعتبرته وحشًا خرافيًا عظيمًا إسمه «الواياثان» قام الرب العبراني «إلوهيم» بالقضاء على هذا الغمر المائي، بشقّه لنصفين ليصنع منهما السماء والأرض، وقد استمرّت عملية الخلق هذه ستة أيام، استراح بعدها الرب من عناء عمله في اليوم السابع، وجلس على العرش.


في سفر التكوين نقرأ التالي:
«وكانت الأرض خربةٌ وخاليةٌ، وعلى وجه الغمر ظلمةٌ، وروح الله يرفّ على وجه المياه، وقال الله :ليكن جلدٌ في وسط المياه، وليكن فاصلٌ بين مياهٍ ومياهٍ، فعمل الله الجلد، وفصل بين المياه التي تحت الجلد والتي فوق الجلد، وكان كذلك، ودعا الله الجلد سماءً».
أما في القرآن نجد الآيات التالية:
«وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيامٍ، وكان عرشه على الماء» – هود 6
«أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقًا ففتقناهما» – الأنبياء 30
إن أصل هذه القصّة سومريٌّ وليس بابليًا، وعندما اقتبسها البابليون غيّروا اسم الإله من «انليل» إلى «مردوخ» المقدس لديهم، واقتبس الآشوريون القصّة أيضًا، لكن وضع اسم إلههم المقدس «آشور». مما يدّلنا على طابع النقل وسرقة الأفكار ما بين الأديان، حتى وصلت إلينا فكرة الإله باسم «الرب «أو «الله».

فكرة خلق الإنسان من طينٍ

هناك الكثير من أساطير الشعوب تحوي قصصًا متشابهة حول خلق الإنسان، منها أسطورة الخلق البابلية، إذ نقرأ هذا المقطع من الحضارة البابلية حيث يقول الإله إنكي لأمه نمو:
«إن الكائنات التي ارتأيت خلقها ستوجد، وسوف نصنعها على شبه الآلهة، اغرفي حفنةً من طينٍ فوق مياه الأعماق، وأعطها للحرفيين الإلهيين ليعجنوا الطين ويكثّفوه، وبعد ذلك قومي أنت بتشكيل الأعضاء، بمعونة ننماخ الأم الأرض، عندها ستقف جانبك كلّ ربّات الولادة، وتقدّرين للمولود الجديد يا أماه مصيره، وتعلق ننماخ عليه صورة الآلهة، إنه الإنسان».(4)
نلاحظ في المقطع أن الإنسان خُلِقَ من طينٍ، وجُعِل حيًّا من الماء على صورة الآلهة، وإن ما سيحدث له مقدّرٌ مكتوبٌ، تمامًا كما يذكر في النصوص الدينية الحالية في اللوح المحفوظ، وأصل هذا المصطلح سومريٌّ أيضًا، إذ عُرِفَ لديهم ما يدعى بألواح القدر.

أنكيدو وشامات في ملحمة جلجاميش

تروي الأسطورة أن الآلهة خلقت الرجل من طينٍ، وتركته عاريًا يتجول برفقة الحيوانات في حديقة «إدن Edn» وكان الرجل يخدم هذه الآلهة وكان سلوكه أشبه بالحيوانات منه للإنسان، وكان قد خُلِقَ لأداء وظيفةٍ معينةٍ كانت السبب في غضب جلجامش، ثم يقوم جلجامش (والذي كان والده شيطانا بهيئة «للا» بأمر شامات بإغراء انكيدو لممارسة الجنس معه، ثم يغادر انكيدو العاري برفقة شامات حدائق «إدن» لكنه يقوم بتغطية عورته فور خروجهم، فيدخل الرجل انكيدو ضمن قانون الفناء بعد أن كان خالدًا. ويمتنع عن أكل الخبز فهو أشبه بالإنسان البدائي ولا يعرف ماهية الخبز لكن شامات تخبره وتعلّمه، وبهذا ينال المعرفة من خلال الأكل، وبعد الكثير من الفصول في هذه الملحمة الرائعة نجد أن جلجامش يحاول البحث عن الخلود ويخبره «أوتنابشتم» عن نباتٍ معيّنٍ، فيقصد جلجامش هذا النبات وتسرقه منه الأفعى، وهنا نلاحظ كيف كان للأفعى دورٌ رئيسيٌ في خسارة جلجامش خلوده فأصبح فانيًا.(5)
وهناك نظريةٌ أخرى تقول: إن قصّة آدم وحواء مقتبسةُ من أساطيرَ بابليةٍ أخرى، وخصوصًا بعد أن وُجِدَ النقش الموضح في الصورة التالية، إذ نجد رجلًا وامرأةً جالسين لوحدهما، وتظهر الأفعى خلف المرأة.
SealofAdamandEvewoodcut

دلمون أرض الخلود

نجد في أدب الحضارات السومرية وصف «دلمون» أرض الخلود، الذي يشبه إلى درجةٍ كبيرةٍ وصف المسلمين للجنة، في هذا الفردوس الإلهي يهبط الإله «إنكي» ويخصب آلهةً أخرى ثم يأتي النص التالي:
«ننخرساك هي التي جعلت ماء القلب يجري، لقد حصلت على ماء القلب إنكي، يومٌ واحدٌ صار شهرها الأول، يومان مضيا كشهرين، وثلاثة أيامٍ مضت كثلاثة أشهرٍ، وأربعة أيامٍ كانت أربعة أشهرٍ، وخمسة أيامٍ كأنها خمسة أشهرٍ، وستة أيامٍ بمثابة ستة أشهرٍ، وسبعة أيامٍ مضت وكأنها سبعة أشهرٍ، وثمانية أيامٍ…. كانت أشهرها التسعة. أرض الخلود، دلمون حيث لا ينعق الغراب ولا يرفرف طائر الموت ولا تشتكي عجوز من الشيخوخة ولا يشتكي إنسان من المرض، لا توجد في دلمون شيخوخةٌ، لا يوجد في دلمون أي مرض، ولا توجد في دلمون بغضاءٌ»(6)

قصة الطوفان

غمرتِ الفيضانات في الزمن القديم مساحاتٍ شاسعةً من الأراضي في السهل الرسوبي ما بين النهرين، وقد ترجمت ونشرت ملحمة الطوفان كجزءٍ من رحلة جلجامش الذي في رحلة بحثه عن الخلود يلتقي بـ أوتنابشتم، الذي يُعتبر خالدًا لكبر سنّه وعدم موته في ذلك السن (تذكر طول عمر نوح) ويحكي له حكايةً مشابهةً لقصّة نوح المذكورة في التوراة، نجد فيها دلالاتٍ على الفكر الإنساني البسيط في تلك الأيام، وعلى فكرة أن الشرّ يجلب غضب الآلهة.
ويذكر لنا طه باقر في كتابه: «مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة» وصف أوتنابشتم للطوفان الذي نجا منه فيقول:
«كنت أعيش في مدينة شروباك الواقعة على الفرات – وهي منطقةٌ مهدّدةٌ بالفيضانات – وعزمَتِ الآلهة على إحداث الطوفان وكان إلهي إيا في مجلسهم فأمرني أن أخبر بنيَّ أن اصنع لنا سفينةً واترك ما أملك إلا بذرة كل مخلوقٍ حيٍّ، ولما أدركتُ ذلك، جمعتُ الناس حولي وشرعتُ ببناء السفينة وأقمتُ هيكلها وأنشأتُ فيها ست طبقاتٍ سفلى، فقسّمتها بذلك إلى سبعة أقسامٍ، وكلّ قسمٍ إلى تسعة أقسام، وجهزتها بما تحتاج من المؤن وأدخلت فيها أهلي وذويّ وحيوانات البرية ووحوشها، فأرسل الموكّل بالزوابع مطرًا مُهْلكًا من السماء وتطلعتُ إلى الجو، فإذا هو مخيفٌ لا يمكن النظر إليه، فدخلتُ إلى السفينة وأغلقتُ بابها فأرسل الإله أدد الرعد وبلغتْ رعوده عنان السماء، وانقلب النور إلى ظلمة..إلخ (7)

 www-St-Takla-org__Noahs-Ark-Coptic-icon-01


ولادة موسى أم ولادة سرجون؟

تذكر لنا الروايات التوراتية – وكذلك الإنجيلية والقرأنية – ولادة موسى ومعاناة العبرانيين على يد الفراعنة، وكيف أن أمه أخفته بعد ولادته ثم صنعت له سفطًا من القش أو نبات البردى، وطلتْهُ بالطين والقار كي يطفو على المياه، ووضعت السفط، والحزن يملؤها، ووضعته بين الأعشاب على شاطئ النهر ورحلتْ، وصادف أن ابنة فرعون كانت تستحم على النهر فلما رأتِ السفط أرسلت إحدى خادماتها لتحضره فأبصرت موسى الطفل وأشفقت عليه.
لقد أورد لنا التاريخ والمكتشفات الأثرية عن قصّةٍ مشابهةٍ جدًا، قصة سرجون الملك الذي استطاع أن يخلّد اسمه في الأذهان نتيجة لانتصاراته الرائعة وأعماله البنّاءة، لكنه على الرغم من هذا لم يعرف له أبًا فتكلّم في أحد الألواح عن نشأته وحياته، يقول:
«أنا سرجون الملك القوي ملك أكاد، كانت أمي سيّدةً متواضعةً، أما أبي فلا علم لي به، ولكن عمي كان يسكن الجبال ومدينتي هي أزوريبانو – التي تقع على شاطئ الفرات – وقد حملتني والدتي المتواضعة وولدتني سرًا، ثم وضعتني في سلّةٍ من الأسل وأحكمت إغلاقها بالقار وطرحتني في النهر الذي لم تغرقني مياهه، ثم حملني التيار إلى السقّاء أكي فحملني معه, أكي السقّاء انتشلني من المياه, أكي السقّاء كفلني كما يكفل ابنه, أكي السقّاء عينني بستانيًا له، وبينما كنت أعمل بستانيًا أحبّتني الآلهة عشتروت، ولمدة أربع سنواتٍ حكمت المملكة وحكمت الشعوب ذات الرؤوس السوداء وأخضعتها».(8)
في القرن السابع قبل الميلاد غزا نبوخذ نصر أهل مملكة يهوذا سبايا إلى بابل واختلطوا هناك فتداخلت الثقافات وتم تناقل الأساطير، فكتب السبايا الأساطير الجديدة وضموها مع أساطيرهم القديمة، وسُمّي هذا الكتاب بالعهد القديم، ونقلت هذه الأساطير بدورها إلى الديانة المسيحية ثم الإسلامية، في وقتنا الحالي هذا تصدّق أغلبية البشر هذه القصص وتعتبر قصصًا سماويةً منزّلةً من الإله لا خطأ فيها، وهكذا تنتقل الأساطير الوثنية بجسرٍ حضاريٍ يُمثّل بحادثةٍ معيّنةٍ (كالسبي البابلي) من حضارةٍ إلى أخرى.
يذكر لنا طه باقر في كتابه «ملحمة جلجامش» أنه تم اكتشاف نسخةٍ من بعض فصول هذه الملحمة في إحدى مدن فلسطين القديمة وهي «مجدو» – الشهيرة في التوراة – ويرجع زمنها إلى حدود القرن الرابع عشر قبل الميلاد.(9)
ويقول سيد القمني في كتابه قصّة الخلق:
«هناك إشكاليةٌ كبرى في كون اليهود قد جعلوا جماعتهم وأربابهم قطب الدائرة في التوراة، فنسبوا بطولات الملاحم القديمة إلى آبائهم الأوائل أحيانًا، أو نسبوا أبطال أساطير شعوبٍ أخرى إلى أنفسهم، وادعوا النسب السلالي إليهم أحيانًا أخرى، فكانت النتيجة: مزيجًا هجينًا من ثقافاتٍ شتّى، تعود إلى الراسب الثقافي لمجموعةٍ كبرى من شعوب المنطقة، تلاقحت جميعًا على صفحات الكتاب المقدّس، ولعب فيها اليهود دور البطولة المُطلقة.»
ويعلّق على نفس الموضوع أيضًا صمويل نوح كريمر المختصّ بعلم السومريات وبلاد الرافدين في كتابه «الأساطير السومرية» قائلًا:
«إن قصّة الطوفان التي دوّنها كُتّاب التوراة لم تكن أصيلةً، إنما هي من المبتكرات السومرية التي اقتبسها البابليون من سومر، ووضعوها في صيغة الطوفان البابلي.»

الإله «إيل» والرب في الديانات الإبراهيمية

إله السوريين الكنعانيين القدماء، وجد عام 4000 قبل ميلاد المسيح، تصف ألواح أوغاريت المكتشفة في الحضارة الكنعانية الإله إيل بالقدرة العظيمة وإله الأرض الأعلى، أو الإله الأعظم ولديه القدرة على التحكّم بمفاصل الحياة الأرضية كجريان المياه وإحياء الموتى، وكان متحكّمًا بالآلهة الأخرى وكان البشر يخافونه في أيامه تلك، حتى إن بعضًا منهم خافوا أن يدعونه ويصلّون له، فكانوا يصلون ويدعون لآلهة أخرى كواسطةٍ إلهيةٍ تقرّبًا إليه، ومقرّه (عرشه) يذكر أنه محتجبًا في سمائه السابعة، وهو رئيس مجمع الآلهة بمعنى كبيرها، ثم أخذت عقيدة الإيمان بالإله إيل تنتشر شيئًا فشيئًا فأخذت بالانتشار في الحضارة الآرامية وجاء في وصفه ما يشابه وصف الكنعانيين، ثم انتشر لدى الهكسوس الذين حكموا مصر مدّةً معيّنةً من الزمن، وهو الإله نفسه الذي تحول فيما بعد إلى إلوهيم التوراتي والله الإسلامي بكل خصائصه الميثولوجية.
sumerg1
لنقرأ الآية التالية:
«كَيْفَ وإن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاّ وَلاَ ذِمّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىَ قُلُوبُهُمْ وَأكثرهُمْ فَاسِقُونَ»
وفي تفسير البغوي عن كلمة إل:
قال أبو مجلز ومجاهد: الإله والله عز وجلّ، وكان عبيد بن عمير يقرأ: «جبرإل» بالتشديد، يعني: عبد الله, وفي الخبر أن ناسًا قدموا على أبي بكرٍ من قوم مسيلمة الكذاب، فاستقرأهم أبو بكر كتاب مسيلمةٍ فقرؤوا، فقال أبو بكر رضي الله عنه: إن هذا الكلام لم يخرج من إل، أي: من الله .(10)
ولنقرأ أيضًا الآية التالية:
«مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ».
يذكر تفسير القرطبي النص التالي في تفسيرها:
«قال الماوردي: إن جبريل وميكائيل اسمان، أحدهما عبد الله، والآخر عبيد الله، لأن إيل هو الله تعالى، وجبر هوعبد، وميكا هو عبيد، فكأن جبريل عبد الله، وميكائيل عبيد الله، هذا قول ابن عباس، وليس له في المفسّرين مخالفٌ»
أي إنّ جبرائيل : عبد إيل وميكائيل : عبيد إيل. بالإضافة إلى هذين الاسمين المشتقين من اسم الإله إيل، هناك العديد من الأسماء التي تورد الإله «إيل » في مضمونها ومنها:
  • الإنجيل (إنج – إيل): باللغة الأرامية وتعني بشارة إيل – بشارة الرب أو بشارة الله – باللغة العربية.
  • عمانوئيل (عمانو – إيل): أي إن الإله إيل معنا.
  • صموئيل (صامو – إيل): معنى سمع إيل لأنه جاء بعد زمانٍ، بعد أن توسلت أمه حنا إلى الرب كي يرزقها ولدًا حسب الرواية الإنجيلية.
  • نثانئيل (ناثان – إيل): أي بمعنى أعطى أو منح إيل.
  • إليصابات (إيل – يصابات): أي عبادة إيل.
  • روفائيل (روفا – إيل): بمعنى رأفة إيل.
  • إسماعيل (إسماع – إيل): أي استجابة الإله أيل.
  • يعقوبيل (يعقوب – إيل) أي قوة الإله إيل.
  • إسرائيل (إسرا – إيل) نفس الشخص السابق لكن بعد تغلّبه على الإله إيل, بعد أن سرق غنم خاله لابان في أور الكلدان وهرب فأصبح اسمه إسرا – إيل أي صارع إيل.
أما كبير آلهة الجزيرة العربية «هبل» فهو الإله الذي جاء به عمرو بن لحي من بلاد الشام عبدة «إيل» ونصبه في الجبّ الذي كان في بطن الكعبة فيقول اليعقوبي في تاريخه عن ذلك:
خرج عمرو بن لحي إلى أرض الشّام، وبها قومٌ من العمالقة يعبدون الأصنام فقال لهم: ما هذه الأوثان التي أراكم تعبدون؟ قالوا: هذه أصنامٌ نعبدها، نستنصرها، فنُنصر، ونستسقي بها فنُسقى، فقال: ألا تعطونني منها صنمًا، فأسير به إلى أرض العرب، عند بيت الله الذي تفد إليه العرب؟ فأعطوه صنمًا يقال له هبل، فقدم به مكّة، فوضعه عند الكعبة، فكان أول صنم وضع بمكّة.(11)
ومن هنا بدأ العرب بعبادة هبل الذي هو من أحفاد «إيل» تقرّبًا إلى «إيل» نفسه. وهنا يخدش أحشائي سؤالٌ: عندما جاء محمد موحّدًا داعيًا لترك هذه الآلهة والتقرّب إلى الإله الأصلي فهل كان يقصد إيل؟ إذ أن الروايات تذكر مشركي قريش كانوا يعترفون بوجود الله – إيل – إلا أنهم كانوا يعبدون هبل تقرّبًا إليه.

 a3971916


الإسراء والمعراج واسطورة إيتانا

تخبرنا أسطورة ايتانا البابلية عن ملك مدينة «كيش» المدعو «إيتانا» الذي كان عقيمًا، فيدعو الآلهة إنانا لتجد له حلًا معينًا، فيقوم الإله إنانا بإرسال نسرٍ جبّارٍ إلى الملك البابلي فيصعد به إلى السماء السابعة، فيقابله ويعطيه نبتةً معيّنةً سوف تساعده في الشفاء من عقمه، فيصبح بإمكانه الإنجاب وكان الملك قد كبر في السّنّ(12)(13).
نلاحظ في المقطع السابق أن عدد السماوات سبعةٌ، ونلاحظ صعود الملك إلى الآلهة ومقابلته إياها، والأهم طريقة الصعود كانت بكائنٍ أسطوريٍّ، له أجنحةٌ كبيرةٌ.

الزرادشتية والإسلام

سمّيت بالزرادشتية نسبة إلى نبيهم زرادشت وعرفوا لدى العرب بالمجوس، لكن التسمية الأخيرة أطلقت خطأ، فكلمة «مجوس» أصلها مكوس بالفارسية (تعني مفسّر الرؤيا وهي صفةٌ اشتهر بها الزرادشتيون، والزرادشتية ديانةٌ موحّدةٌ للإله «أهورامزدا» وليست وثنيةً ولا تعبد النار كما يتصوّر البعض، لكن النار رمزٌ للإله، لذلك هناك شعلة في المعابد يجب ألا تنطفئ، ارتأيت أن أذكر بعض التشابهات في طرق العبادة والتقرّب إلى الله بينها وبين الإسلام رغم أنها أنشئت قبل ما يقارب الـ3000 سنةٍ، أي أنها بدأت تقريبًا قبل الديانة اليهودية.
يذكر «كتاب دانيال» للمؤلف John Mee Fuller أن الصلاة الزرادشتية عدد خمسٌ، وقسّم اليوم المكوّن من 24 ساعةٍ إلى 5 أقسامٍ، فكانت لديهم صلاة شروق الشمس والظهر وقبل المغرب والمغرب ومنتصف الليل، وهناك ملائكةٌ تترأس جلسات الصلاة لديهم (14) ويقوم الزرادشتيون بغسل أجسادهم قبل الصلاة بغية الطهارة، لأن مصدر الشرّ هي النجاسة حسب اعتقادهم، بالإضافة إلى هذا تتشابه الحركات التعبّدية في الصلاة الزرادشتية كجمع اليدين والاستقامة في بدء الصلاة والجلوس حين الانتهاء، ورفع الإصبع عند الشهادة بإلهٍ واحدٍ «أهورامزدا». كانت الصلاة لديهم تتضمّن التسبيح والدعاء والاستغفار لـ «أهورامزدا»، كما يقدّس الزرادشتيون صلاة الفجر وتعتبر أعلى منزلةً من بقية الصلوات، إذ يحاربها الشيطان «أهرمن» ويحض الإنسان على البقاء نائمًا، في حين أن الصلوات التي تتم في المعابد بشكل جماعي كانت تعقبها تلاواتٌ ومواعظٌ وخطبٌ يلقيها رجال الدين والمتعلّمون، وكانت لديهم صلواتٌ خاصّةٌ بالأعياد الدينية، ومثلها صلاةُ عيد نوروز، بالإضافة إلى بعض الصلوات الخاصة بطلب شيءٍ ما من الإله «أهورامزدا» كصلاة الحاجة والاستسقاء والاستغاثة.(15)
أما الشهرستاني في كتابه الملل والنحل، وهو يصف بعض طرق الزرادشتية التعبّدية، يذكر أن الزرادشتية تؤمن أن الآلهة خلقت الإنسان على صورتها، ويصفون مرحلة تطور الجنين في رحم أمه أنه كان نطفةً ثم مضغةً ثم علقةً، بالإضافة إلى هذا فلدى نبيهم زرادشت المعجزات، كالقدرة على شفاء المرضى مثلًا: مرّ زرادشت على أعمى في الدينور، فقال: خذوا حشيشةً وصفها لهم واعصروها وصبوا ماءها في عينه، فأبصر الرجل الأعمى.
بالإضافة إلى أن الزرادشتية تؤمن بوجود نظيرٍ للمهدي المنتظر وتذكره على أنه رجلٌ يُعرف بـ «أشيزريكا»، وتؤمن أيضًا بنظيرٍ للأعور الدجّال يعرف بـ « بتياره» لكن «أشيزريكا» سينتصر عليه:
«يظهر اشيزريكا على أهل العالم ويحي العدل ويميت الجور ويردّ السنن المغيّرة إلى وضعها الأول وينقاد له الملوك وتتيسّر له الأمور وينصر الدين الحقّ ويحصل في زمانه الأمن والدعة وسكون الفتن وزوال المحن»(16)
ويذكر الشفيع الماحي أحمد في كتابه زرادشت والزرادشتية:
«قبيل خروج زرادشت – من بطن أمه – بلحظاتٍ انبثق نورٌ إلهيٌ شديدُ اللمعان من بيت «بوراشاسب»، فرحت له الطبيعة ومن حولها السماء وسمع صوت يُبشّر بميلاده، وفي هذا الوقت وفي داخل غرفة الولادة المضاءة بالنور الإلهي خرج الطفل زرادشت للحياة وهو يضحك بملء فِيْه» (17)
وصفت الزرادشتية إلههم «أهورامزدا» بالنور والضياء، وأصل كل نورٍ، وكل ضياءٍ لا يراه أحدٌ ولا ينافسه أحدٌ. ويصف زرادشت إلهه «أهورامزدا» أنه لم يلد ولم يولد ولا ينام ووصفه بالساهر، وكذلك وصفه بأسماءٍ عديدةٍ: كالواحد الأحد القدوس النور الكريم الأزلي رب الأرباب مالك الملوك الجميل المنعم النصير غافر الذنوب القوي القهار الغني الكامل الشريف الشافي المعافي المانع الجامع الطيب المنتقم العطوف السيد الحسيب شديد العقاب. وأيضًا لديه هيئةٌ من المعاونين صفاتهم كصفات الملائكة، وكلّ ملكٍ مختصٌ بأمرٍ ما.(18)
وتتشابه أحكام ومبادئ الزرادشتية مع الأحكام والمبادئ الإسلامية تشابهًا لا بدّ من ذكره، فعقوبة الزاني والزانية هي الجَلِد، وعقوبة السارق قطع اليد، ولديهم بالإضافة إلى تشابه الصلاة مبدأٌ مشابهٌ جدًا لمبدأ الزكاة، وعُرف لدى رجالهم تعدّد الزوجات وحرّموا الإجهاض.(19)
وفي وصف الجسد حين الخروج من القبر تقول الزرادشتية:
إن الإنسان إذا كانت أعماله حسنةً قابلته فتاةٌ ذات وجهٍ حسنٍ ساحرة المنظر فيسألها من أنت؟ وتردّ عليه أنا أعمالك الطيّبة، وعلى النقيض منه تقابل ذو السيئات عجوزٌ شمطاء بشعةٌ ويسألها أيضًا من أنت؟ فتردّ عليه أنا أعمالك الشريرة (20).
وهناك حديثٌ مذكورٌ في تفسير القرطبي لمحمّدٍ يروى قبل ما يقارب الـ 1400 سنةٍ، مشابهٌ (حتى في أسلوب الحوار) لما ذكره زرادشت قبل 3000 سنةٍ (21).
وذكرت الديانة الزرادشتية معاناة الروح في يوم القيامة فتُردّ للجسد الذي غادرته، ويحمل هذا الجسد كتاب الحياة والذي سجّلت فيه الملائكة كلّ ما قال وكلّ ما فعل، ويتألّف هذا الكتاب من شقّين، سُجّلت في الشقّ الأول الأعمال الخيرة وفي الشقّ الثاني الأعمال السيئة، فيوزن بميزان الإله «أهورامزدا» فإذا ثقلت موازينه فهو من السعداء، وإذا خفّت موازينه فهو من الأشقياء، أما من تساوت لديه الأعمال الحسنة والسيئة، فينزل منزلةً وسطى بينهما. وفي يوم القيامة أيضًا تذكر المصادر أن الجميع يمرّون فوق الصراط الممدود فوق جهنم والموصل إلى الجنة، فيرى السعداء الصراط الممدود على أنه جسرٌ عريضٌ، ويرى الأشقياء هذا الصراط بدقّة الشعرة وحدّة السيف، وتزل إقدامهم فيهوون في نار جهنم (22). وكل هذا ذُكِرَ قبل 3000 سنةٍ، أي قبل الديانة المسيحية واليهودية حتى.

الحج في الإسلام

للحجّ جذورٌ متأصلةٌ في الوثنية البابلية، فعلى الرغم من ادعاء المسلم عدم عبادة الأصنام لكن عليه أن يدور حول حجرٍ معيّنٍ سبع مرّاتٍ مناديا بتلبيةٍ ما – وحتى هذه التلبية ذات أصولٍ وثنيةٍ كما سنرى لاحقًا – وهو يغطي جسده برداءٍ أبيض فقط.
في نصٍّ مذكورٍ في كتاب Twilight in the Kingdom للمؤلف Mark Caudill يقول:
«كان يتمّ تمثيل إله القمر بحجرٍ أسود والتي لا تزال في زوايا كعبة المسلمين، والكاهنات كنّ يطفنَ حول الكعبة عارياتٍ سبع مرّاتٍ، وكلّ مرّةٍ تمثل أحد الكواكب المعروفة في ذلك العصر. ثم أصبح الحجّ يقوم به الرجال والنساء كهنةً وبسطاءً، وأضافوا إليه بعض «المناسك» وأضيفت للتلبية بعض المقاطع وأضيف الإحرام وأضيف السعي بين الصنمين «أساف» و«نائلة» وأضيف رمي الجمرات وتقديم القربان (النحر) وتقبيل الحجر، وكلها كانت نتاج تطوّر ديانةٍ وثنيةٍ قبل مجيء الإسلام، أما عن التلبية فكانت على الشكل التالي: «لبيك، اللهم، لبيك. لبيك لا شريك لك، تملكه وما ملك» (23)
2-image00444
يقول الشهرستاني في الملل والنحل:
«إن العرب قبل الإسلام كانوا يحجّون البيت ويعتمرون ويحرمون ويطوفون بالبيت سبعًا، ويمسحون بالحجر ويسعون بين الصفا والمروة سبعة أشواطٍ وعليهما صنمان يمسحونهما، وكانوا يلبّون: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، تملكه وما ملك، ويرمون الجمار ويحرّمون الأشهر الحرم، وإن الرجم كان معروفًا عند العرب قبل الإسلام، وهو معروفٌ عند العبريين، وقد أشير إلى ذلك في التوراة، وهو معروف عند بني آرام وكلمة «رجم» من الكلمات السامية القديمة، كما كانوا يقيمون الأضاحي بعد الرجم ويقصّون شعورهم، وإن الحجر الأسود كان مقدّسًا وإن قدسية البيت عند الجاهليين لم تكن بسبب الأصنام، بل كانت بسبب هذا الحجر الذي قُدّسَ لذاته وجلب القدسية للبيت، وإنه ربما كان نيزكًا أو جزءًا من معبودٍ مقدّسٍ قديمٍ، وإن البيت كان إطارًا للحجر الأسود أهم معبودات قريش، لكنه لم يكن معبودها الوحيد». (24)
ونلاحظ هنا كيف أن محمدًا أخذ تعاليم دينه الذي اختلف عن باقي الأديان بأركانٍ معيّنةٍ، أحدها كان الحج الذي كان مبنيًا على تقاليد ما يدعى «جاهلية العرب» إذ قام بإلغاء الشعائر الوثنية وأدخل شعاراتٍ توحيديةً بدلًا عنها، وما زالت حتى الآن الكعبة وشعائر الحج الرئة الاقتصادية للمملكة العربية السعودية، فعائداتها من الحجّ تفوق عائدات النفط في بعض السنوات، فلم يكن بمقدور محمد إلغاؤها، تمامًا كما لا تستطيع المملكة اليوم الاستغناء عنها لعائداتها الاقتصادية.
لقد جمع محمّدٌ أحكام ومبادئ ديانته من دياناتٍ أخرى كالزرادشتية وديانة العرب الوثنية قبل الإسلام، وأكّد في بعض الأحيان على الاقتباسات الوثنية في الديانتين الإبراهيميتين اليهودية والمسيحية. في الختام أطرح تذكيرًا ليس بالبريء، وهو أن هنري فورد لم يخترع السيارة، لكنه أعاد صياغة عملية التجميع، فاستخدم الناس طريقته بشكلٍ واسعٍ، فانتشرت صناعة السيارات أكثر من السنوات التي سبقتها.

المراجع:

 (1) أثر الكتابات البابلية في المدونات التوراتية – الأب سهيل قاشا ص208.
(2) From Distant Days – Tales and Poetry of Ancient Mesopotamia, By Benjamin Foster, Pages 9 – 51
(3) مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة – طه باقر ص 453 – 457
(4) The Babylonian Genesis By Alexander Heidel
(5) ملحمة جلجامش – طه باقر
(6) من ألواح سومر – كريمر – ترجمة: طه باقر ص258
(7) مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة – طه باقر ص 467 – 470
(8) أثر الكتابات البابلية في المدونات التوراتية – الأب سهيل قاشا ص279
(9) ملحمة جلجامش – طه باقر ص10
(10) تفسير البغوي – البغوي – ج4 – سورة التوبة – الآية 8
(11) تاريخ اليعقوبي – اليعقوبي – أديان العرب ص99 ص100
(12) Britannica : Etana Epic – الموسوعة البريطانية بريتانكيا – ملحمة إيتانا
(13) مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة – طه باقر ص 473 – 475
(14) Book of Daniel by John Mee Fuller
(15) زرادشت والزرادشتية – الشفيع الماحي أحمد ص57 – 59
(16) أبي الفتح الشهرستاني – الملل والنحل ص264-268
(17) زرادشت والزرادشتية – الشفيع الماحي أحمد ص17 – 18
(18) زرادشت والزرادشتية – الشفيع الماحي أحمد ص33 –  ص36
(19) زرادشت والزرادشتية – الشفيع الماحي أحمد ص55 – 71
(20) زرادشت والزرادشتية – الشفيع الماحي أحمد ص44 –  ص45
(21) تفسير القرطبي ج7 ص74، وإنظر أيضًا كتاب يوم الفزع الاكبر للقرطبي ص52
(22) زرادشت والزرادشتية – الشفيع الماحي أحمد ص47 – 48
(23) تاريخ اليعقوبي ص100
(24) أبي الفتح الشهرستاني – الملل والنحل ص696 – 700.

الخميس، 23 يوليو 2015


 منشأ الأديان الإبراهيمية، بما يخصّ المسيحية واليهودية،

 وعلاقتها بالأديان الوثنية التي أفرزتها 




المقال منقّحٌ ومدقّقٌ، مصادره موجودةٌ وموثّقةٌ بالكامل، ونذكر هنا أن الاقتباسات التي أُخِذت من الإنجيل هي من نسخة أنجيل الملك جيمس الإنكليزية المنتشر في الولايات المتحدة، حيث حُضّرَ البحث، وقد لا تتطابق مع النسخة العربية، لكنها تتشابه في المعنى .

الشمس :

 الشمسهناك تاريخٌ غزيرٌ بالمنحوتات والكتابات التي تعكس احترام البشر وعشقهم لهذا الكائن الوهّاج، وتعود إلى أكثر من عشرة آلاف سنةٍ قبل الميلاد، ومن السهل جدّاً أن نفهم لماذا كانت الشمس محور تبجيلٍ لدى الشعوب القديمة، ففي كلّ صباحٍ ترتفع الشمس؛ لتجلب النور والدفء والأمان، وتحمي الإنسان من البرد القارص، ومن ظلام الليل الدامس المليء بالمفترسات  .
لقد فهمت الثقافات القديمة أهمية الشمس، فدونها لن تنمو المحاصيل الزراعية، والحياة على هذا الكوكب ستكون مستحيلةً، هذه الحقائق جعلت من الشمس أكثر كائناً معشوقاً في كلّ العصور .
وبالمثل، كانت الشعوب القديمة على معرفةٍ وافيةٍ بالنجوم أيضاً، فتتّبعٌ النجوم ساعد على التعرّف على الأحداث التي ستحدث على مدى فتراتٍ طويلةٍ من الزمن وإمكانية توقّعها، مثل الكسوف ومراحل اكتمال القمر، وقد قاموا بتصنيف مجموعات النجوم إلى ما نعرفه اليوم باسم الأبراج .

صليب الأبراج : (Zodiac)

صليب الأبراجصليب الأبراج أحد أقدم الرموز في تاريخ البشرية، حيث يمثّل الشمس التي تمرّ بشكلٍ تصويريٍ من خلال الأبراج الرئيسية الاثني عشر على مدار السنة، ويمثل أيضا الاثني عشر شهراً من السنة، أربعة مواسم ومحاور الانقلابات الشمسية . مصطلح ( زودياك ) يتعلّق بحقيقة أن الأبراج كانت مؤنسنةً ( الأنسنة: إضفاء صفاتٍ بشريةٍ على أشياءَ غير بشريةٍ )، أو متجسّدةً على شكل حيواناتٍ، أو كان لها أشكالٌ ورموزٌ معيّنةٌ أخرى. بعبارةٍ أخرى، فإن الحضارات القديمة لم تتّبع الشمس والنجوم فقط ، بل جسّدوها بالخرافات والأساطير التي تحاكي تحرّكاتها وعلاقاتها ببعضٍ .
الشمس التي تعطي الحياة وتحافظ على الاستقرار جُسّدِت على أنّها الممثّل للخالق غير المرئي أو الله “إله الشمس” نور العالم، مُخلّص الجنس البشري، وبالمثل، تمثل الأبراج الاثنا عشر أماكن السفر لإله الشمس، وقد تمّ تحديدها بأسماءَ تمثل عادةً أحداثاً معروفةً تحدث في تلك الفترة من الزمن، على سبيل المثال، الدلو، حامل الماء الذي يجلب الأمطار في فصل الربيع .

حورس :

 حورسحورس: إله الشمس في مصر منذ حوالي ٣ آلاف سنةٍ قبل الميلاد، تجسيدٌ للشمس المؤنسنة، وحياته سلسلةٌ من الأساطير التي تنطوي على حركة الشمس في السماء.
نحن نعلم الكثير عن هذا الإله من الهيروغليفية القديمة في مصر، على سبيل المثال، حورس كان متجسّداً على أنه الشمس أو النور، كان له عدوٌ، يٌعرف باسم سِت، وهو تجسيدٌ للظلام أو الليل، ومجازيّاً كما في الأسطورة، كلّ صباحٍ حورس يكسب المعركة ضد سَت، بينما في المساء سَت يقهر حورس، ليرسله إلى العالم السفلي.
من المهمّ أن نلاحظ أن “الظلام مقابل النور” أو “الخير مقابل الشر” هي واحدةٌ من أكثر الثنائيات الأسطورية شهرةً، ولا تزال موجودةً على مستوياتٍ عديدةٍ حتى يومنا هذا .

وعموماً، قصة حورس هي كما يلي :

ولد حورس يوم ٢٥ كانون الأول / ديسمبر من العذراء إيزيس ميري، و قد صاحبت ولادته نجمةٌ في الشرق ، وبورك قدومه من قبل ثلاثة ملوكٍ. وعندما بلغ الاثني عشر عاماً كان كطفلٍ عبقريٍ معلّماً لغيره، وفي سنّ الثلاثين عُمّدَ من قبل شخصيةٍ معروفةٍ باسم أنوب، وبهذا بدأت دعوته. كان لحورس اثنا عشر تابعاً، يتجوّل معهم لأداء المعجزات، مثل شفاء المرضى، والمشي على الماء، كان حورس معروفاً بعدّة أسماءَ رمزيةٍ كثيرةٍ مثل: الحقيقة، النور، ابن الله المسيح، الراعي الصالح، حَمَل الله،  وكثيرٌ غيرها، وبعد أن تمّت خيانته من قبل تيفون صُلب حورس و دفن لمدة 3 أيام ثم تمّ بعثه أو قيامته.
هذه الصفات لحورس سواء أكانت أصليةً أم منقولةً، يبدو أنها وجدت طريقاً في العديد من ثقافات العالم، فهناك آلهةٌ أخرى كثيرةٌ لديها نفس البنية الأسطورية العامة.

أتيس

في فريجيا (البلقان )١٢٠٠ سنةٍ قبل الميلاد وُلِد من عذراءَ تدعى نانا في ٢٥ كانون الأول / ديسمبر، صُلب ثم وُضِع في قبر وبعد 3 أيامٍ قام أو بُعث من الموت.

كريشنا

كريشنا

من الهند، سنة٩٠٠ قبل الميلاد، ولد من عذراء تدعى ديفاكي، مع نجمةٍ في الشرق تشير إلى مجيئه، كان يفعل المعجزات مع تلاميذه أو تابعيه، وبعد وفاته بُعث وتمّت قيامته.

















Dionysos_Louvre_Ma87_n2

داينايسيس

من اليونان، سنة٥٠٠ قبل الميلاد، ولد من عذراءَ ٢٥ كانون الأول / ديسمبر، كان معلّماً متجوّلاً، قام بمعجزاتٍ مثل تحويل الماء إلى نبيذٍ، كان يُشَار له على أنه “ملك الملوك”، ” الابن المولود والوحيد لله”، “الأول والآخر” وغيرها الكثير، وبعد وفاته تمّ بعثه.


ميثرا من بلاد فارسٍ١٢٠٠ سنةٍ قبل الميلاد، ولد من عذراء ٢٥ كانون الأول /  ديسمبر، كان لديه اثنا عشر تابعاً أو حوارياً، كان يفعل المعجزات، وعند وفاته دُفِن لمدة 3 أيامٍ، ومن ثم تمّت قيامته، كان يُسمّى أيضاً: "الحقيقة"، "النور" وغيرها الكثير، ومن المثير للاهتمام أن اليوم المقدّس لعبادة ميثرا كان يوم الأحد .

ميثرا

من بلاد فارسٍ١٢٠٠ سنةٍ قبل الميلاد، ولد من عذراء ٢٥ كانون الأول /  ديسمبر، كان لديه اثنا عشر تابعاً أو حوارياً، كان يفعل المعجزات، وعند وفاته دُفِن لمدة 3 أيامٍ، ومن ثم تمّت قيامته، كان يُسمّى أيضاً: “الحقيقة”، “النور” وغيرها الكثير، ومن المثير للاهتمام أن اليوم المقدّس لعبادة ميثرا كان يوم الأحد .

حقيقة الأمر هو أن هناك العديد من المنقذين أو المُخَلّصين في فتراتٍ مختلفةٍ من جميع أنحاء العالم، والتي تشترك في هذه الخصائص العامة.
الإله بالعربي
الإله بالإنكليزية
كريشنا من هندستان
Krishna of Hindostan
بوذا ساكيا  من الهندBuddha Sakia of India
ساليفاهنا من الهندsalivahana of bermuda
أوزيريس وحوروس من مصرOsiris and Orus, of Egypt
أودين من المناطق الاسكندنافيةOdin of the Scandinavians
ميثرا وزردشت من بلاد فارسZoroaster and Mithra of Persia
بعل و تاووت (تلد الله الوحيد كما كان يوصف) عند الفينيقيينBaal and Taut, “the only Begotten of God,” of Phoenecia
أندرا من التبتIndra of Tibet
بالي من هندوسية أفغانستان (الأصل من أندونيسيا)Bali of Afghanistan
تموز من سورياThammuz of Syria
أتيس من آسيا الصغرى (البلقان)Atys of Phrygia
زالموكزيس عند الغيتون أو القوط الشرقيينXamolxis of Thrace
أدد عند الآشوريينAdad of Assyria
ألكيديس (اسمٌ آخرٌ لهرقل) من ثيفا أو طيبةAlcides of Thebes
 بيدوو في اليابان والصين وسيريلانكا قبل الميلاد1027Beddou of Japan
هيزوس أو أيروس وبيرميلاه عند الكلت, القلت أو السلت (غرب أوروبا)  والدرويدHesus or Eros, and Bremrillah, of the Druids
ثور ابن أودين عند شعوب الغالThor, son of Odin, of the Gauls
قدموس عند اليونانCadmus of Greece
الملكية الكونية عند عرّافات اليونان القديم (النبيات)Universal Monarch of the Sibyls
إستشيس عند الأغريق في جزيرة فورموسا (اسمٌ قديمٌ لتايوان)Ischy of the island of Formosa
تشاكا أو زاكا و فوهي في اليابان والصينHoly One or Xaca & Fohi and Tienof China and Japan
 أدونيس إله الجمال والرغبة عند اليونانAdonis, son of the virgin Io of Greece
ليكسبون من اليونان و كويرينوس من روماIxion and Quirinus of Rome
بروميثيوس من القوقازPrometheus of Caucasus
كيتزالكوتال في المكسيك (الأستك)Quexalcote of Mexico
وتبقى الأسئلة:
لماذا هذه الصفات ؟
لماذا الولادة من العذراء في الخامس والعشرين من كانون الأول / ديسمبر ؟
لماذا الموت لثلاثة أيامٍ والقيامة الحتمية ؟
لماذا دائما هناك اثنا عشر تابعاً أو تلميذاً ؟
ولمعرفة الجواب دعونا نتفحّص أحدث الآلهة الشمسية، يسوع المسيح.

يسوع:

Jesus going to the heavenly home
وُلِدَ يسوع المسيح من مريم العذراء في ٢٥ كانون الأول / ديسمبر في بيت لحم، أعلنت ولادته نجمةٌ في الشرق، حيث كان هناك ثلاثة ملوكٍ يتّبعونها لتحديد مكان المنقذ الجديد للاحتفال به ومباركته بالهدايا، وكان  معلّماً في الثانية عشرة من عمره، وعندما بلغ الثلاثين عُمّدَ من قبل يوحنا المعمدان، وهكذا بدأت دعوته .
كان ليسوع تابعوه أو حواريوه الاثنا عشر، تجوّل معهم لأداء المعجزات، مثل شفاء المرضى والمشي على الماء وإحياء الموتى، هو كان أيضاً معروفاً بأسماء مثل: “ملك الملوك”، و “ابن الله”, ” نور العالم ” و” الأول والآخر ” و” حمل الله ” وغيرها الكثير، وبعد خيانته من قبل تلميذه يهوذا، تمّ بيعه مقابل ثلاثين قطعةً من الفضة، وصُلب ووُضع في قبر، وبعد ثلاثة أيامٍ تمّ بعثه، وصعد إلى السماء .
قبل كلّ شيءٍ، إن تسلسل الولادة مرتبطٌ بأحداثٍ فلكيةٍ بشكلٍ كاملٍ، النجم في الشرق، هو النجم سيريوس أو الشعرى اليمانية، ألمع النجوم في السماء ليلاً، والذي في ٢٤ من كانون الأول / ديسمبر يكون على استقامةٍ واحدةٍ مع ألمع ثلاثة نجومٍ في حزام أوريون، وحتى يومنا هذا تُسمّى هذه النجوم الثلاثة، كما كانت تُسمّى في العصور القديمة ”الملوك الثلاثة” .
الملوك الثلاث
الملوك الثلاثة وألمع النجوم ”سيريوس \ الشعرى اليمانية”  كلّها تشير إلى مكان شروق الشمس في ٢٥ كانون الأول / ديسمبر، هذا سبب تتبّع الملوك الثلاثة نجمة الشرق لتحديد موقع شروق – ولادة الشمس .


مريم العذراء:

هي برج العذراء ”فيرغو”، المعروف أيضاً باسم فيرغو العذراء، فيرغو في اللاتينية تعني العذراء، يُوصف برج العذراء أنه بيت الخبز، ويُمثّل البرج بصورة فتاةٍ عذراءَ تحمل حزمةً من القمح.
بيت الخبز هذا ورمزه القمح يمثّل شهري آب وأيلول، أيّ وقت الحصاد.
لفظة ( بيت لحم ) في الواقع ترجمتها في العبرية حرفياً إلى “بيت الخبز”، لهذا بيت لحم إشارةٌ إلى برج العذراء، وهو مكانٌ في السماء، وليس على الأرض.
هناك ظاهرةٌ أخرى مثيرةٌ للاهتمام جداً التي تحدث في ٢٥ كانون الأول / ديسمبر، أو ما يُسمّى بالانقلاب الشتوي، حيث إنه عند الانتقال من الانقلاب الصيفي إلى الانقلاب الشتوي، الأيام تصبح أقصر وأكثر برودةً، بالنسبة لنصف الكرة الأرضية الشمالي، والشمس تبدو أصغر حجماً ويتحرّك قوس حركة الشمس صوب الجنوب، ويرمز قُصر الأيام وانقضاء المحاصيل عند الاقتراب من الانقلاب الشتوي إلى عملية الموت عند القدماء، أي كان يمثّل موت الشمس .
في ٢٢ كانون الأول / ديسمبر تكون الشمس في أخفض نقطةٍ لها في السماء، بعد أن تحرّكت باتجاه الجنوب باستمرار لمدة 6 أشهر، وهنا الشيء الغريب يحدث !
الشمس تتوقّف ظاهرياً عن حركتها، منخفضةً للأفق باتجاه الجنوب لمدة 3 أيامٍ، خلال هذا التوقّف تتواجد الشمس في محيط كوكبة الصليب الجنوبي، أو مجموعة الـ (crux) وهي مجموعةٌ نجميةً على شكل صليبِ، وفي ٢٥ كانون الأول / ديسمبر تتحرّك الشمس من جديدٍ درجةً واحدةً، لكن هذه المرة باتجاه الشمال إلى الأعلى، ما ينذر بالأيام الأطول و الدفء والربيع، وبالتالي قيل: الشمس ماتت على الصليب لمدة 3 أيامٍ،  ومن ثم قامت، أو ولدت من جديدٍ .
Crux-constellation-mapهذا هو السبب في أن العديد من آلهة الشمس، وأحدها يسوع  تشترك في الصلب، والموت لمدة 3 أيامٍ ومفهوم القيامة أو البعث، هو توقّف الشمس ظاهرياً قبل أن تعكس اتجاه حركتها في نصف الكرة الأرضية الشمالي، حيث يحلّ الدفء و الربيع، وبالتالي الخلاص .
ومع ذلك ، فإنهم لا يحتفلون بقيامة الشمس حتى الاعتدال الربيعي، أو عيد الفصح، هذا لأنه في الاعتدال الربيعي يتفوّق طول النهار على طول الليل أو ينتصر النهار ويقهر الظلام “الشر”، وبذلك يصبح النهار أطول من حيث المدّة من الليل، والظروف النشاطية للربيع تكون بارزةً.
الآن، أكثر الرموز الفلكية حول يسوع وضوحاً هي التي تتعلّق بأتباعه أو حوارييه الاثني عشر، هم ببساطةٍ أبراج الزودياك ( صليب الأبراج الاثني عشر )، حيث إن يسوع يمثّل الشمس التي تتنقل في السماء معهم .
في الواقع، فإن الرقم ١٢ يزخر به الإنجيل، مثل اثنتا عشرة قبيلةً لإسرائيل، اثنا عشر ابناً ليعقوب، اثنا عشر حاكماً لإسرائيل، اثنا عشر بطريركاً عظيماً, اثنا عشر ملكاً لإسرائيل، اثنا عشر نبياً للعهد القديم، اثنا عشر أميراً لإسرائيل، هذا الرقم له علاقةٌ بعلم الفلك والتنجيم أكثر من أي شيءٍ آخرَ .
بالعودة إلى صليب الأبراج الذي يمثل تصويراً لحياة الشمس، هو لم يكن مجرّد تعبيرٍ فنيٍّ، أو أداةٍ لتتّبع حركة الشمس فقط، وإنما كان أيضاً رمزاً لوثنيةٍ روحيةٍ، واختزال الرسم يبدو مثل هذا.
Cross of the Zodiac
هذا ليس رمزاً للمسيحية، بل هو رمزٌ وثنيٌّ يتعلّق بصليب الأبراج، هذا سبب الغموض في الرسوم والتماثيل القديمة التي تظهر رأس يسوع دائماً على الصليب، لأن يسوع هو الشمس، شمس الله الذي وُصِفَ في الإنجيل أنه :
  •  نور العالم John) 9:5)
  • المُخَلّص القائم من الموت (Matt:28:6)
  • الذي سوف “يأتي مرّةً أخرى “(John 14:3)
  • كما الشمس تفعل في كلّ صباحٍ
  • المجد الإلهي (Cor 4:6)
  • الذي يدافع ضد أعمال الظلام (Rom 13:12)
  • في ولادته من جديدٍ (John 3:3)
  • كلّ صباحٍ التي يمكن رؤيتها آتيةً من بين السحاب (Mrak 13:26)
  • عالياً في الفردوس (John 3:13)
  • مع “إكليل الشوك” (John 19:5) أو أشعة الشمس.

والآن، ومن بين العديد من الاستعارات السماوية الفلكية في الإنجيل، نجد أن من أهمّ تلك النقاط  ما يتعامل مع العصور أو الحقب الزمنية، فالنصوص المقدسة تزخر بالإشارة إلى (العصر ) أو (العهد)، ولكي نفهم هذا، فعلينا أن نتعرّف على ظاهرة تسمّى (سبق الاعتدالات أو بدارية المحور الأرضي) (precession of the equinoxes) حيث إن المصريين القدماء بالإضافة لحضارات أخرى قبلهم حدّدوا أنه كلّ 2150 سنة تقريباً يكون شروق الشمس في صباح الاعتدال الربيعي من موقع برجٍ مختلفٍ، ولهذا علاقةٌ بدوران محور الأرض البطيء (البدارية) المعاكس لدوران الأرض حول نفسها.

PRECESS1

تُسمّى هذه الظاهرة بـ (السبق) أو (Precession) لأن الحركة الظاهرية لشروقات الشمس في الاعتدال الربيعي بالنسبة للأبراج تكون للخلف بدلاً من اتجاه حركة الأبراج في دورتها السنوية المعتادة، والوقت الذي تحتاجه الظاهرة (دوران محور الأرض دورة كاملة) للمرور بكلّ الأبراج الاثني عشر 25,765  سنة، وتُسمّى (السنة العظيمة) و كانت المجتمعات القديمة تعي هذا جيداً, فقد حدّدوا كلّ 2150 سنة بـ (حقبة) فمن عام 4300 ق . م إلى 2150 ق. م كانت حقبة برج الثور (تشرق الشمس في اعتدالها الربيعي في برج الثور)، و من 2150 ق . م إلى 1 ميلادية كانت حقبة برج الحمل، ومن 1 ميلادية إلى 2150 م حقبة برج الحوت (الحقبة التي نحن فيها حالياً) وفي عام 2150 سندخل حقبة ًجديدةً، حقبة برج الدلو .
وفي نظرةٍ عامةٍ وواسعةٍ ، فالإنجيل يتكلّم و برمزيةٍ عن حقبٍ ثلاثةٍ، و ينذر بالرابعة .
في العهد القديم من الكتاب المقدّس حين ينزل موسى من جبل سيناء مع الوصايا العشر، رأى قومه يعبدون العجل الذهبي، فحطّم الألواح التي كتب عليها الوصايا، وأمر قومه بقتل بعضهم؛ ليطهّروا أنفسهم.
(فَقَالَ لَهُمْ: “هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ : ضَعُوا كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَمُرُّوا وَارْجِعُوا مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ فِي الْمَحَلَّةِ، وَاقْتُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ”. سفر الخروج 32 / 27).
 ويعزو مفسرو وعلماء اللاهوت غضب موسى هذا لعبادة الإسرائيليين للإله الخاطئ أو شيءٍ من هذا القبيل، لكن الواقع هو أن العجل الذهبي كان يمثّل برج الثور، و كان موسى يمثّل برج الحمل (الحقبة الجديدة)، و لهذا كان يجب ترك أو ” سفك ” الحقبة القديمة، وكل ما له علاقة بها.
وهنا نجد بعضاً من هذه الرمزية في نفخ اليهود لقرون الحمل في طقوسهم الدينية، فموسى يمثّل حقبةً برج الحمل الجديدة، وعلى أعتاب الحقبة الجديدة على الجميع أن يسفحوا الحقبة القديمة.
وهناك آلهةٌ أخرى توضّح هذا التحوّل بين الحقب، مثل ميثرا الإله الفارسي منذ ما قبل المسيحية، الذي تمثّل بعض تماثيله، وهو يذبح الثور في رمزية سفكٍ أو قتل الحقبة القديمة، بينما ندخل لحقبةٍ جديدةٍ .
يسوع يُعَدّ مدخلاً للحقبة الجديدة التي تتّبع حقبة برج الحمل ( حقبة برج الحوت الذي يرمز له بسمكتين عادةً ) ، فرمز السمكة متوفّر بكثرةٍ في العهد الجديد، فمثلاً نجد أن يسوع قد أطعم 5 آلاف شخصٍ ببعض الخبز ( وسمكتين )، وعندما بدأ يسوع مسيرته ودعوته التقى صيادَيّ السمك في طريقه إلى الجليل وقد تبعاه، والكثير منكم ربما لاحظ كلمة يسوعٍ المكتوبة داخل السمكة، التي يضعها بعض الناس كملصقٍ في سياراتهم، قليلون هم من يعرفون معنى هذا الرمز، وأنه رمزٌ وثنيٌّ فلكيٌّ لمملكة الشمس في حقبة برج الحوت، بالإضافة إلى أن يوم مولد يسوع، المفترض هو بداية هذه الحقبة .
Jesus Fish
في أنجيل لوقا الإصحاح 22
حين سأل تلاميذ يسوع
“أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّ “. 22 : 9
فَقَالَ لَهُمَا:
“إِذَا دَخَلْتُمَا الْمَدِينَةَ يَسْتَقْبِلُكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ لجَرَّةَ مَاءٍ . اِتْبَعَاهُ إِلَى الْبَيْتِ حَيْثُ يَدْخُلُ” 22 : 10
هذا النصّ المقدّس يُعدّ من أكثر الاستعارات الفلكية دلالةً، فالرجل الحامل لجرة الماء يمثل حقبة برج الدلو ! .. الذي يمثّل دائماً على أنه رجلٌ يسكب دلواً أو جرةً من الماء، ويمثّل الحقبة التي تلي برج الحوت، فكما أن الشمس (شمس الله) تغادر بيت “حقبة” برج الحوت (الممثلة بيسوع) وتدخل إلى بيت “حقبة” برج الدلو، حيث إن الدلو يتبع الحوت في البداية، وبهذه الطريقة أخبرنا يسوع أن حقبة الدلو ستلي حقبة الحوت.
والآن، كلّنا سمعنا عن نهاية الأيام والعالم، وبغضّ النظر عن وصوفاتها التصويرية في فصل الرؤيا، فمصدر هذه الفكرة الرئيسي يأتينا من إنجيل متى 20:28، حين يقول يسوع: ” وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ”.
وفي نسخة الملك جيمس تستخدم كلمة (العالم) في نهاية النص بدل (الدهر) وهي خطأ في الترجمة، حيث إن الكلمة التي استعملت فعلاً هي كلمة (دهر) و التي تعني (حقبة أو عصر) فيكون الكلام (سأكون معكم إلى نهاية الدهر)، وهذا صحيح، فتوصيف يسوع لنهاية حقبة الحوت الممثلة به و دخول حقبة الدلو مطابقٌ تماماً للواقع، ما يجعل كامل مفهوم نهاية العالم والأيام مجرّد خطأٍ في ترجمة نصٍّ رمزيٍّ يصف حدثاً فلكياً، لنقل هذا للـ 100 مليون شخصٍ تقريباً في أمريكا “وغيرهم” الذين يظنون أن نهاية العالم قادمةٌ !
وكذلك فشخصية يسوع عبارةٌ عن نسخٍ أدبيٍّ ونصيٍّ لشخصية إله الشمس المصري، كمثالٍ على هذا فإن هناك صوراً على جدران معبد الأقصر المصري عمرها 3500 سنة، تصوّر أحداث الأمر الإلهي، والحمل المطهّر، و الولادة المعجزة من العذراء ( ايزيس ) وإعلان تقديس الإله حورس.
 الصور تبدأ من (ثاو) وهو يعلن للعذراء إيزيس أنها ستحمل بحورس، ثمّ صورة (نف) الروح المقدّسة و هو يقوم بتحبيل ايزيس، ثم ولادة العذراء  وتقديس وعبادة المولود، نفس قصة ولادة يسوع المعجزة بالضبط.
في الواقع أن التشابه النصيّ بين الديانتين المصرية و المسيحية صاعق جداً.

5e5e5b41-893d-4bf3-9f33-6e12f9506a44

و يستمرّ النسخ والنقل، قصة نوح و الفلك المأخوذة من بعض التقاليد القديمة، حيث إن مفهوم ( الفيضان العظيم ) الرمزي موجودٌ و منتشرٌ في العالم القديم، و بنحو 200 روايةٍ و بأزمانٍ و حقبٍ مختلفةٍ، وعلى أيّ حالٍ لا نحتاج للنظر كثيراً في مصادر القصّة في العهد قبل الميلادي، حيث إنه لا نحتاج للنظر إلا لمصدرٍ واحدٍ وهو ( ملحمة جلجامش ) التي كُتبت سنة 2600 ق . م حيث يوجد فيها ذكرٌ لقصّة الفيضان العظيم من الإلهة، وقصة الفلك وتفاصيله الذي حمل الحيوانات، وحتى قصة الحمامة التي أرسلت لتتفحّص انحسار الطوفان و عودتها، كلّها موجودة بالكتاب المقدس مع بعض التشابهات الأخرى، وهي:
التطابقات بين قصة الطوفان بين نوح و جلجامش
  • طوفانٌ عالميٌّ
  • سببه خطايا البشر
  • يستهدف كامل الجنس البشري
  • مرسلٌ من الله أو آلهةٍ
  • الأمر ببناء الفلك ( سفينة )
  • الفلك له بابٌ واحدٌ
  • على الأقلّ نافذةٌ واحدةٌ
  • غُطّيتْ من الخارج بالقار
  • الركاب من البشر كانوا أفراد العائلة
  • كلّ أنواع الحيوانات البرية
  • حدث الطوفان بواسطة أمطارٍ غزيرةٍ
  • إطلاق الطير ليعثر على الأرض الجافّة
  • رسا الفلك كان على جبلٍ
  • تقديم الأضاحي بعد الطوفان
  • بورك الركاب بعد الطوفان
لنأخذ قصّةً أخرى، قصّة ولادة موسى الذي وُضِعَ عند ولادته في سلّةٍ مصنوعةٍ من القصب، ووُضِعَ في النهر ليجري مع التيّار؛ لتجنّب قتل الأطفال الذي ساد في ذلك الوقت بأمرٍ من الملك، ليتمّ إنقاذه عن طريق ابنة عائلةٍ ملكيةٍ، وتتمّ تربيته على أنه أميرٌ، قصّة السلة هذه منقولةٌ مباشرةٌ من أسطورة ( سرجون الأكادي ) حوالي 2250 سنة ق. م .
وكذلك فموسى يعرف باسم ( مانح القوانين ) لمنحه الوصايا العشر من الإله، و في الحقيقة فإن فكرة تمرير القوانين من الآلهة إلى أحد البشر على جبلٍ ما، فكرةٌ قديمةٌ، فموسى مجرّد أحد الذين مُرّرتْ إليهم القوانين في تأريخ الأساطير، نذكر على سبيل المثال ( مانو ) من الهند، حيث كان مانح القوانين العظيمة، وأيضاً في جزيرة كريت نرى أن ( مينوس ) قد صعد إلى جبل “دكتا” حيث تلقّى الوصايا الإلهية من ( زيوس )، وفي مصر نجد ( مايسيس ) الذي حصل على الألواح الحجرية التي كُتِبَت عليها أوامر الآلهة.
مانو .. مينوس .. ميسيس.. موسى ؟!
وبالنسبة إلى الوصايا العشر فهي مقتبسةٌ كما هي ابتداءً من التعويذة رقم 125 في كتاب الأموات المصري، حيث إن العبارات التي في كتاب الأموات المصري مثل (أنا لم اسرق) قد أصبحت (لا تسرق)، وعبارة (أنا لم أقتل) صارت (لا تقتل), وأيضاً (أنا لم اكذب) تغيّرت إلى (لا تشهد شهادة زورٍ) وهكذا إلى آخره.

moses

في الحقيقة إن الديانات المصرية على الأرجح حجر الأساس للاهوت اليهودي / المسيحي متضمّناً تفاصيل التعميد، الحياة الأخرى، الحساب الأخير، ولادة العذراء، القيامة، الصلب، تابوت العهد، الختّان، المُخَلّص، الوحي الإلهي، الطوفان الكبير، الفصح، عيد الميلاد، العبور، والكثير الكثير من التعاليم المصرية التي ظهرت بوقتٍ طويلٍ قبل المسيحية واليهودية .
كتب ( جاستن مارتير ) أحد أوائل المؤرّخين المسيحيين المدافعين عن المسيحية الذي عاش بين 100- 165 م: ( عندما نقول إن يسوع المسيح، معلمنا، قد ولد دون أيّ اتصالٍ جنسيٍ، وصُلِبَ و مات، وبُعِثَ بعد موته، وذهب إلى السماء، فإننا لا نقول شيئاً مختلفاً عمّا تؤمنون به عن أبناء جوبيتر”المشتري” المقدّسين ) ويقول جاستن مارتير: ( لقد وُلِدَ من عذراءَ، صَدّقوا وأقبلوا هذا كما تفعلون مع بيرسيوس ) .
من الواضح جداً أن جاستن وغيره من المسيحيين المبكّرين فهموا مقدار التشابهات بين المسيحية والديانات الوثنية، لكن جاستن كان لديه الحلّ، ففسّر هذا التشابه على أن الشيطان هو المذنب؛ لأن الشيطان بذكائه كان قد تنبّأ بمجيء المسيح المُخَلّص قبل قدومه بكثيرٍ، فخلق هذه الشخصيات المتشابهة في العالم الوثني.
الإنجيل هجينٌ من الأدبيات الفلكية الوثنية، حاله حال معظم الأساطير الأخرى التي ظهرت قبله، كما أن مبدأ انتقال صفاتٍ شخصيةٍ إلى أخرى يمكن العثور عليه داخل النصّ الديني المسيحي نفسه، كمثالٍ يوجد في العهد القديم قصّة ( يوسف )، الذي يُعَدّ نسخةً أوليةً عن شخصية يسوع، فيوسف قد وُلِدَ بمعجزةٍ مثل يسوع.
يسوع
يوسف
كان ليسوع اثنا عشر تلميذاًكان ليوسف اثنا عشر أخاً
تمً بَيع يسوع مقابل ثلاثين قطعةً من الفضةتمّ بَيع يوسف مقابل عشرين قطعةً من الفضة
التلميذ (يهوذا الاسخريوطي) هو من باع يسوعأخو يوسف ( يهوذا ) هو من اقترح بيعه
يسوع بدأ عمله في سنّ الثلاثينيوسف بدأ عمله في سنّ الثلاثين
و تستمرّ التشابهات
بالإضافة لذلك، هل هناك دليلٌ تاريخيٌ خارج الإنجيل عن أيّ شخصٍ اسمه يسوع، واسم أمه مريم، كان يرتحل ومعه اثني عشر تلميذاً، ويعالج الناس وما شابه ؟
لقد هناك الكثير من المؤرّخين الذين عاشوا في مناطق البحر المتوسط وما حولها في الفترة التي تمّ افتراض أن المسيح عاش فيها، كم واحد منهم وثّق لنا أيّ شيءٍ عن يسوع المسيح ؟؟
الجواب : لا أحد !
لكن، ولكي نكون عادلين، هذا لم يمنع المدافعين عن يسوع التاريخي من ادّعاء أن هناك من ذكره، فهناك أربعة مؤرّخين يتمّ الاستدلال بهم، واعتبار كتاباتهم تؤرّخ لوجود يسوع، وهم ( بليني الأصغر, سيتونيوس, تاسايتوس، جوسيفوس ) كلّ ما قاله أول الثلاثة بضع جملٍ يتكلمون بها عن مسيحٍ، وهو في الواقع ليس اسماً لشخصٍ، بل هم كانوا يتحدّثون عن صفةٍ أو رتبةٍ، وتعني ( الشخص الذي تمّ مسحه بالزيت ) .
المصدر الرابع ( جوسيفوس ) تمّ إثبات أن كلامه تزويرٌ من مئات السنين، لكن وللأسف مازال يُتّخذ كلامه على أنه وثيقةٌ حقيقيةٌ .
قد تتوقّعون أن شخصاً نهض من الموت، وصعد للسماء، ورأته الأعين، وقام  بكلّ المعجزات التي تُروى عنه اليوم، وجب أن يُذكر في سجل التأريخ، لكن لم يحدث هذا، وإذا كنا سنضع الأدلّة في الميزان فسيكون هناك الكثير، ما يقودنا للاعتقاد أن الشخصية المعروفة باسم يسوع لم توجد أبداً، والحقيقة أن يسوع هو إله الشمس عند النُسّاك المسيحيين الأوائل، و كباقي الآلهة الوثنية، مجرد شخصيةٍ أسطوريةٍ.
لقد كانت السلطة السياسية هي من عملت على تثبيت يسوع تاريخياً، بغرض السيطرة الاجتماعية، ففي عام 325 ب . م في روما، عقد الإمبراطور ( قسطنطين ) مجتمع ( نيقيا ) الذي تم خلاله تأسيس البيان المسيحي، والذي بدأ حقبة طويلة من حمامات الدم والتزييف الروحاني باسم المسيحية، وفي الـ 1600 سنة التالية أحكم الفاتيكان سيطرته سياسياً على كامل أوروبا، ليقودها إلى العصور المظلمة ” السعيدة ” التي تخللتها أحداث ” تنويرية ” مثل الغزوات الصليبية ومحاكم التفتيش .

spanish_inquisition

المسيحية مع باقي الأنظمة الإيمانية كذبة العصر، وهي تعمل على فصل الجنس البشري عن عالمه الطبيعي، وعن بعضه البعض أيضاً، وهي تؤيّد الخضوع الأعمى للسلطة، فتقلّل من المسؤوليات الإنسانية، على أساس أن المسؤولية تقع على عاتق (الإله) ليتحكّم بكلّ شيءٍ، وبهذا تُبرّر العديد من الجرائم البشعة باسم (السعي لتحقيق الإرادة الإلهية).
وأهمّ شيءٍ أنها تمنح القوة لهؤلاء الذين يعرفون الحقيقة، لكن يستخدمون الخرافة لاستغلال المجتمعات والتحكّم بها.
خرافة الدين أقوى أداةٍ تمّت صناعتها، و تخدم كأرضيةٍ نفسيةٍ خصبةٍ، حيث يمكن لباقي الخرافات أن تزدهر.
المصدر: الفلم الوثائقي الشهير Zeitgeist, The Movie المنتج عام 2007
Free Tail 2 Cursors at www.totallyfreecursors.com
A:hover{cursor: url("http://downloads.totallyfreecursors.com/cursor_files/tail2.ani"), url("http://downloads.totallyfreecursors.com/thumbnails/Tail2.gif"), auto;}
Free TUNISIA Cursors at www.totallyfreecursors.com
Free Tail 2 Cursors at www.totallyfreecursors.com